كنت طفلا اجهل معان كثيرة حتى الثامن من ديسمبر عام 88.... كنت طفلا بالفطرة، احب كل من حولي واحب كل شيء، لا افرق بين (المليح والخام)، احب ابي وامي، احب اخوتي واقاربي، احب مدرستي وأصدقائي، احب القلم والدفتر ومكعبات (الليجو) خاصتي و(السكوتر) القابع في طرف (الحوش) وزاويتي المفضلة في المسجد فهذا كل ما اعرف وكل ما املك، كنت العب (بيت بيوت) في مملكتي الصغيرة اجهل الحقد والكراهية اجهل مفهوم الحرب والظلم، طفل كريم بالبراءة اجهل ان هنالك من يحاول ان يسلب شعبا تاريخه، و يفقده جغرافيه ارضه ،الى ان جلست اشاهد التلفاز متلهفا لما يتابعه ابي بشغف فعلمت الكثير حينها.
مازلت طفلا في تلك اللحظات لم اتجاوز العاشرة من عمري عندما بهت بحقيقة الأشياء التي كنت اجهلها بل اكتشفت حينها انني كنت اجهل كل الأشياء فقد علمت بأن فلسطين المظلومة هي مسقط رأس أجدادي، وعلمت بأن رائحة الحرب انتهت قبل مولدي بقليل و بأن احرارا من دمي ولحمي غادروا فراشهم الى المعتقل قبل أن أصحو.
عشر سنوات مضت وانا اجهل عاشقتي واجهل مشاعرها، جهلت مشاعرها مكرها عشر سنوات ومازالت تحبني!!،آه على تلك العاشقة الصبورة.. عشر سنوات وانا أجهل بأن هنالك من يشوش على صوتها وهي تناديني فبان لي المستور فاعتذرت لها ووعدتها بأنني سأعوضها عن كل ما فات فعشقتها وعشقت الغضب وعشقت كل من يعشقها, في تلك اللحظات ارتشفت اول جرعة من حب الوطن ووضعت في فمي فتات الألم.
قالوا الحب مراحل تبدأ بنظرة فابتسامة فموعد ولقاء، لقد مارست معها مراحل الحب ولكن منقوصة، مع انني بادلتها النظرات بعيون اجدادي لكن النظرات كانت من اجمل النظرات والابتسامة جسدت في لساني اجمل عبارات وضاع الموعد فاصبحت أعشق الضياع وأحن للقاء.
لقد عشت طفولتي في دولة خليجية فعشقتها وعلمت بعاشقتي التائهة فأحببتها ايضا فأصبحت كالعاشق (الملخوم) عندما يعشق اثنتين، وعندما عدت الى مسقط رأسي تشتت قلبي بين الثالثة فايقنت حينها بأن حبيبتي واحدة لكنها مبعثرة ومترامية الأطراف وبأن خطوطا حمراء شوهت وجه حبيبتي، خطها (ديونجي) محترف بسكين النميمة، فيا سيادتكم .. اتركوها ودعوها تسيل بين تضاريس الخريطة حتى تكتمل الحبيبة... لن أخرج عن عنوان الموضوع واكتب عن المسلمين والعرب وتخاذلهم فهذا ما لا احب ان اكتب لأنني عندما أبدأ الكتابة في هذا الأمر اخسر وضوئي واسبب الازعاج لمن حولي.
فعلا لا انسى ذلك التاريخ، فمعه ولدت اشياء كثيرة ولد الحجر وولد العشق بيني وبين صاحبة المئذنة الذهبية، بيني وبين صاحبة الرموش الغافية على أحلام ابنائها التي حاول الكثيرون ان يغطوها بقميص يوسف حتى لا تمسي الاحلام حقيقة فتسحقهم، لكنها الحقيقة فهاهم هناك يتسامرون مع يوسف فهم الأبناء الذين لا يموتون وإن ماتوا. لقد ولد العشق بيني وبينهم، بيني وبين عقيدة كل مجاهد مناضل لأجلها وعشقت كل عاجز يحرك بشفاهه وطنا بأكمله.
مازلت طفلا أطارد اخبار ذلك الرجل الذي اعجز لساني واسكت نغم بياني.. أنظر.. ارقب بعينين صغيرتين حائرتين شفاه ذاك العجوز العاجز عن أن يقذف حجرا بيده، لكنه قذف بلسانه وبعقيدته صخرة الغضب في وجه المغتصب، بل قذف الغضب نفسه بأيدي الأحرار.
في الثامن من ديسمبر عام 88 انفجر الحجر الفلسطيني وانتفض الغضب من رحم غزة، وبزغ ذاك المقعد النازح عن بلدته الجورة من رحم القضية، فعلا احترم ذلك التاريخ واحترم الجورة واحترم الحجارة، سيدي احمد ياسين اني اخجل من نفسي.. سيدي يا أسطورة القرن العشرين،، أغبطك يا جار الأنبياء والصالحين.
لقد شرعت في بداية مقالتي لأكتب شعرا عن هذا الرجل فوجدت بأن مخزوني من الكلمات قد نفذ.. التجمت.. ربط لساني من الخوف أن لا اعطيه حقه من الكلمات.. وآثرت بعدها ان اكتب مقالة فحواها "أحمد ياسين" فقط.. لأنه مقالة كاملة ببدايتها ونصها وخاتمتها، بل هو كتاب ايقظ القلوب بـ"لا اله الا الله" وحمى الامة من (الجلدة للجلدة)، وعلمها ابجدية لغة الشهادة التي لا يفهمها إلا أمثاله، فرمم العقيدة الذابلة في قلوب التائهين، ونقلهم من حب الارض من أجل الأرض لحب الأرض من أجل رب الأرض. لقد أخرجت تلك العقيدة صواريخ القسام الهزيلة.. ولكنها مشبعة بـ"لا اله الا الله" فأعجزت اصحاب ناسا وأذاقتهم الهزيمة فيا انتم كيف ترون مذاق الهزيمة؟؟ أيسيرا مستساغا بطعم كرابيج حلب مثلا؟؟ أم بدون طعم كالهواء؟؟؟.. صبرا صبرا مادامت عقيدة احمد ياسين في القلوب فستذوقونها بطعم ((....)) (وبدون شفيتم).
منذ الثامن من ديسمبر سقط عياش والرنتيسي وكثير من الشرفاء بدمائهم ايضا كأحمد ياسين، فسقوطهم كسقوطه كان الى الأعلى، ربما حاول الرصاص اختراق هواهم الوطنيّ ليمزقه واقتلعت الجرافات اشجار الزيتون، فيا سائق الجرَافة،، لقد فشلت،، فجذور الزيتون ما زالت تتغلغل في الوطن بين حبات الحجارة معقدة التشابك.. ترتوي من دماء ابنائها، لتنبت من جديد. فآه على تلك الأم العطشى التي لم ترتوي بعد من دماء ابنائها وتسألهم المزيد، لأنها تحبهم وتريد لهم الخير ليرتقوا من حضن ترابها الى حضن تراب الأرض الخالدة في جنة صدق عند مليك مقتدر وهم ينشدون" 8/12 الثورة اعلناها بإدينا".
هذه الذكرة نضال الشعب الفلسطيني
ذكرى كفاحهم ذكرى صمودهم في وجه العدو
التي لم نعد نراها في ايامنا هذه لا اعلم لماذا
فكل التحية لهذه الذكرى الفلسطينية النضالية الشعبية
لن أخرج عن عنوان الموضوع واكتب عن المسلمين والعرب وتخاذلهم فهذا ما لا احب ان اكتب لأنني عندما أبدأ الكتابة في هذا الأمر اخسر وضوئي واسبب الازعاج لمن حولي.
صدقت عائد لله فمن يتحدث عن هولاء وكأنه فقد وضوئه ستين عما من النضال ربي ينصركم ليس لنا غير الدعاء وربنا يتقبل منا عائد لله الحجر هز مضاحعهم
فهو اقوى من اسلحتها لأن حامله في دخاله تهاليل لا اله إلا الله محمد رسول الله / الله واكبر مع كل رمية حجر
ربي يرحم الشهداء وينصر المناضلين
يختص بالمواضيع العامة التي لاتنتمي لأي من الاقسام الاخرى
ذكرى ميلاد فخامة الحجر
العرض العادي
«-همس السياســة والإقتصاد